الفيس بوك جنون التكنولوجيا في هذا العصر

الفيس بوك .. جنون التكنولوجيا في هذا العصر
مصطفى قبلاوي ، موقع بكرا

تاريخ النشر: 2010/06/12 - ساعة النشر: 09:16
تاريخ التعديل الاخير: 2010/06/12 - ساعة التعديل الاخير: 09:27



الفيس بوك إدمان هذا العصر،فتوى من الأزهر تحرم الدخول إلى الفيس بوك وكل من يزوره آثم . بأن للفيس بوك مساوئه حاله حال أي أمر آخر , غير أن علينا الاستفادة من ايجابياته والتقليل من سلبياته قدر الإمكا

عندما جلس "مارك جوكربيرج" أمام شاشة الكمبيوتر في حجرته بمساكن الطلبة في جامعة هارفارد الأمريكية العريقة، وبدأ يصمم موقعا جديدا على شبكة الانترنت، كان لديه هدف واضح، وهو تصميم موقع يجمع زملاءه في الجامعة ويمكنهم من تبادل أخبارهم وصورهم وآرائهم.

جوكربيرج، الذي كان مشهورا بين الطلبة بولعه الشديد بالانترنت، فكر في تسهيل عملية التواصل بين طلبة الجامعة على أساس أن مثل هذا التواصل، اذا تم بنجاح، سيكون له شعبية جارفة.

وأطلق جوكربيرج موقعه "فيس بوك" في عام 2004، وكان له ما أراد.

فسرعان ما لقي الموقع رواجا بين طلبة جامعة هارفارد، واكتسب شعبية واسعة بينهم، الأمر الذي شجعه على توسيع قاعدة من يحق لهم الدخول إلى الموقع لتشمل طلبة جامعات أخرى أو طلبة مدارس ثانوية يسعون إلى التعرف على الحياة الجامعية.

واستمر موقع "فيس بوك" قاصرا على طلبة الجامعات والمدارس الثانوية لمدة سنتين. ثم قرر جوكربيرج أن يخطو خطوة أخرى للأمام، وهي أن يفتح أبواب موقعه أمام كل من يرغب في استخدامه، وكانت النتيجة طفرة في عدد مستخدمي الموقع، إذ ارتفع من 12 مليون مستخدم في شهر ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي إلى أكثر من 40 مليون مستخدم حاليا، ويأمل أن يبلغ العدد 50 مليون مستخدم بنهاية عام 2007.

ولأن ظاهرة الفيس بوك هي ظاهرة منتشرة جدا في الأوساط الشبابية , قررنا أن نسأل رواده عن ايجابياته وسلبياته وما يجذبهم إليه ..

قال لنا مالك أبو أحمد بأن الفيس بوك هو ليس سوى أدمانا في حياته , حيث انه لا يمر يوم واحد بدون ان يدخل إلى موقع الفيس بوك لمدة ساعتين على الأقل ليراسل الأصدقاء وينشئ صداقات جديدة بسهولة تامة ومن داخل غرفته , وعند سؤالنا عن سلبيات الفيس بوك أجابنا بأن المشكلة ليست في الموقع نفسه إنما في بعض رواده , فإنك تجد الكثيرون ممن ينشئون حسابات بأسماء مزيفه ويستخدمون صورا لأشخاص غيرهم أيضاً !! , وهذا الأمر من الممكن أن يؤدي إلى مشكلات كبيرة , أما كمال طه فقال بأن الفيس بوك لا يشكل جزءا أساسيا في يومه , وبأنه لا يدخل إلى الموقع إلا في وقت فراغه , وأضاف بأن صفحته الخاصة على الموقع لا تحوي سوى خمسة وثلاثين صديقا يعرفهم معرفة شخصيه وبأنه يرفض بشكل قاطع قبول الغرباء في صفحته الخاصة وذلك لضمان خصوصيته , أما نسرين إبراهيم أبو غوش فقد عبرت عن تعلقها بالموقع وبأنها تهوى قضاء الوقت في مراسلة الأصدقاء والاطلاع عما يفعلون في حياتهم غير أنها ترفض تماما أن تنشر صورا خاصة لها عبره , لأن الانترنت فضاء واسع وضمان الأمان والخصوصية فيه أمر شبه مستحيل ! , ووافقتها شيرين خطيب الرأي مضيفة بأنها سمعت الكثير من القصص التي تلاعب خلالها قراصنة الانترنت بحسابات بعض أصحاب الصفحات على الموقع وتمت سرقة صورهم والتعدي على خصوصيتهم بشكل كبير ..

أما فداء عامر فتعارض هذا الرأي معللة أن على الإنسان الحذر عند قبوله انضمام أي صديق جديد لمجموعة اصدقاءة وبأن عليه التأكد من هوية ذلك الإنسان وخلفيته , وفي هذه الحال فإن الأمان متوفر , وأضافت فداء بأنها تقضي 4 ساعات يوميا تقريبا في مراسلة الأصدقاء وتفقد الصفحات المختلفة عبر الموقع وتجد فيه متعة كبيرة .

وذكر محمد مرعي بأنه لم يكن من رواد الفيس بوك لأنه اعتبره مضيعة للوقت , غير أنه أنشأ صفحة خاصة به قبل أشهر قليلة وأكتشف متعة كبيره بهذه التجربة , وأضاف بأن للفيس بوك مساوئه حاله حال أي أمر آخر , غير أن علينا الاستفادة من ايجابياته والتقليل من سلبياته , فلا يجب ان يقضي الإنسان أكثر من مدة لا تتعدى النصف ساعة لتفقد الموقع وعليه بعدها ان يعود ليمارس حياته الطبيعية لئلا يقع في فخ الإدمان , الذي وقع فيه الكثيرون .

هذا وقد ظهرت قبيل عدة شهور فتوى تحرم الدخول إلى موقع الفيس بوك بحجة انه يتيح العلاقات المحرمة ويؤدي إلى الضلال عن دين الله ورسوله الكريم ,وقد أثارت الفتوى التي صدرت عن لجنة الفتوى في الأزهر بتحريم الدخول إلى ''الفيس بوك'' واعتبرت زائريه آثمين شرعاً الجدل بين علماء الأزهر، فأنقسم العلماء بين معارض للفتوى وبين مؤيد لها .

فقال الدكتور عبد المعطي بيومي عضو مجلس البحوث الإسلامية، وعميد كلية أصول الدين الأسبق، إن الفيس بوك شأنه شأن أي شي في الحياة حلاله حلال وحرامه حرام ، فمن يستخدمه في اكتساب المعلومات وإجراء الحوارات والاستفادة في منه في كل سبل الحياة فلا حرمانية عليه في شي .

و قال الدكتور عبد الفتاح إدريس أستاذ الفقه المقارن لشبكة الإعلام العربية " محيط"، أن ما أسفرت عنه معطيات التكنولوجيا الحديثة من تقدم في شتى مجالات الحياة له جانب خير وجانب شر، ويدخل في ذلك التلفاز والكمبيوتر والسيارة وغير ذلك من وسائل أسفر عنها التقدم العلمي في زمننا هذا .

وأضاف إدريس أن موقع "الفيس بوك" واحد من هذه الجوانب التي أسفر عنها التقدم العلمي في مجال التواصل عبر شبكة الانترنت وهذا الجانب له أثر كبير في الإعلام والرأي العام باعتباره يتيح أمام قطاع كبير من الناس حرية التواصل والوقوف على الآراء في القضايا الحيوية ، وعلى الجانب له مساوئ من قبيل العبث وتضييع الوقت ولهذا فأنه لايأثم من يستخدمه في مجال النفع لأنه حيث تكون المصلحة المشروعة فثم شرع الله.

وأوضح أن من يقول بحرمة الدخول عليه من باب سد الذريعة والفساد فأن هذا قد يفضي بنا إلى تحريم شرب الماء لأنه يسبب الأمراض إذا لم يعرف مصدره ، لذا فعلى من يتصدى للفتوى ملما بالتحقيق فيه لأن الحكم على الشيء فرع عن تصوره ومن لا يتصور حقيقة "الفيس بوك" لا يستطيع أن يجزم بحكم استعماله ، والشرف في الفتوى على هذا النحو " ضلال وإضلال".